تداولت عدة حسابات ليبية مقطع فيديو يظهر الفنانة الليبية خدوجة صبري وهي تتحدث عن عرض عمل جأها من الفنان المصري الكبير عادل إمام للتمثيل في فيلم “التجربة الدينماركية”
ويمكن إيجاد الادعاء هنا
ولكن هذا الادعاء زائف
تقسيم المقطع لمشاهد ثابتة بواسطة أداة invid والبحث عنه يرشد إليه منشورا بتاريخ 18 سبتمبر2024 عبر حساب راديو DO FM وهي إذاعة محلية تبث من مدينة بنغازي. وبمتابعة الحلقة الكاملة للقاء الفنانة الليبية عبر الإذاعة لم تكن هناك تصريحات من هذا القبيل.

هذا كما أن تحليل الفيديو المتداول يبين بوضوح وجود اختلافات جلية بين حركة الشفاه والمحتوى الصوتي، وهو ما يُعد أحد المؤشرات التقنية الأساسية على التزييف العميق. حركة فم الفنانة في الفيديو لا تتطابق مع الكلمات المسموعة، فهناك تأخر طفيف وعدم تطابق في مخارج الحروف، إضافة إلى غياب الانفعالات الطبيعية التي ترافق الكلام الحقيقي.
كما أن نبرة الصوت المستخدمة تبدو مصطنعة وتفتقر للمرونة العاطفية، مما يعزز الشك في كونها صوتًا مولّدًا باستخدام الذكاء الاصطناعي. هذا التناقض، إلى جانب غياب هذا التصريح في النسخة الأصلية من المقابلة المنشورة عبر إذاعة DO FM، يؤكد أن الفيديو معدل باستخدام تقنيات تزييف عميق متقدمة.
وتُعد تقنيات التزييف العميق واحدة من أخطر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال التضليل الإعلامي. وتعتمد هذه التقنية على استخدام شبكات عصبية تُعرف باسم شبكات الخصومة التوليدية (GANs)، حيث يتم تدريبها على كمّ هائل من الصور والفيديوهات لشخص معين، لتتعلم ملامح وجهه، حركاته، وتعبيراته بدقة. بعد ذلك، يمكن للنظام أن “يُركّب” وجه الشخص على مشاهد لم يقلها أو لم يحدث فيها تفاعل حقيقي، بل يُخلق الفيديو بالكامل رقميًا.
وتُستخدم أدوات إضافية لتوليد صوت مشابه للصوت الأصلي باستخدام تقنيات “تحويل النص إلى كلام” بتوقيع صوتي شبيه جداً بصاحب الصوت الحقيقي، ما يجعل الفيديو المزيف يبدو مقنعًا. كما يمكن تحريك الشفاه وتعبيرات الوجه لتتماشى مع النص المُراد نسبه للشخص، فيما يُعرف بتقنية تحريك الشفاه التوليدي (Lip-syncing deepfake).