مقطع الطفلة المعنفة من والدها صوّر في الجزائر وليس ليبيا

أمينة بالقاسم – لمار محمد-هي تتحقق

تداولت عدة صفحات وحسابات ليبية علي  موقع فيسبوك مقطع فيديو يظهر شخصاً يقوم بضرب طفلة أمام ما بدى وكأنه سور مدرسة.

ونظراً لغياب سياق واضح للمقطع وتداوله من قبل عدة حسابات ليبية إعتقد كثيرون أنه صوِّر في ليبيا.

و جاء في إحدى النصوص المرفقة مع المقطع:

هذا شنو بسرعة يجب التعرف عليه والقبض عليه أب لا يستحق أبناء مكانه الحبس.”

حظي  الادعاء بتفاعل وتنديد كبير وتجاوز عدد التفاعلات علي المنشور في صفحة ليبيا بالرسمي 704 اعجاب 647 تعليق 83 مشاركة حتى وقت نشر هذا التقرير

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 2025/نوفمبر/23 لأحد الادعاءات المتداولة

 ويمكن إيجاد الإدعاء هنا و هنا و هنا

إلا أن هذا الإدعاء مضلل

عند التركيز في المقطع لاحظنا وجود شعار الجيريانو @Aigeriano وهو حساب جزائري معروف، ما رجح بالنسبة لفريقنا أن المقطع لم يصور في ليبيا.

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 2025/نوفمبر/23 توضح شعار الحساب الجزائري

ومن خلال تقسيم المقطع لمشاهد ثابتة والبحث عنه اتضح أنه نُشر أولاً عبر حسابات وصفحات جزائرية قبل أن ينتشر في ليبيا.

وقد أرفقت الحسابات والصفحات الجزائرية التي تداولت المقطع أولاً نصوصاً تشير إلى أن الحادثة حصلت في “أم البواقي-مسكيانة”

صورة ملتقطة من الشاشة للفيديو المنتشر في الجزائر

هذا كما تداولت صفحات جزائرية أخرى نصوصاً مع المقطع تقول “إن الأب قد اعتذر عما بدر منه وبرر تصرفه بخوفه على طفلته”، إلا أن هذا التفصيل تحديداً لم يتمكن فريقنا من تأكيده.

ويمكن إيجاد المنشورات هنا وهنا

ولكن كل التفاصيل السابقة لم تكن بالنسبة لنا حاسمة وكان يجب أن نتأكد من موقع التقاطه.

كيف قمنا بالتأكد من موقع التقاط المقطع؟

قمنا بتحديد الموقع من خلال مقارنة خرائط غوغل (Google Maps) وصور الأقمار الصناعية عبر خدمة غوغل إيرث (Google Earth)، مع المشاهد الثابتة التي التقطناها من المقطع المتداول.

بدأنا أولاً بتحديد كل المدارس الموجودة في أم البواقي مكسيانة على Google Maps ووصلنا لاحقاً لضالتنا من خلال مقارنة المشاهد الثابتة من المقطع المتداول مع صور إحدى المدارس من المدينة.

المشهد وفقاً لما وصلنا له صوِّر أمام مدرسة باسم “ثانوية محمد العيد حمزاوي” بمسكيانة أم البواقي‎ في الجزائر.

“ثانوية محمد العيد حمزاوي” بمسكيانة أم البواقي‎ في الجزائر.

ويمكن إيجاد موقع المدرسة هنا

لقد اعتمدنا في عملية التحقق وتأكيد الموقع على تطابق عناصر متعددة، منها شكل الأشجار وارتفاعها ونوعها وترتيبها المتتالي خلف السور بالإضافة إلى تطابق لون السور وارتفاعه.

كما لاحظنا وجود جسم بارز أعلى السور بين شجرتين، إحداهما أطول من الأخرى، وهو عنصر ثابت ظهر في كل من المقطع المتداول والصور التي حصلنا عليها من Google Maps وأيضا من حساب المدرسة (موضح داخل المربّع الأزرق في المشهد التوضيحي)

وكانت ليبيا قد شهدت الأسابيع الماضية واقعة أثارت جدلاً كبيراً في الشارع الليبي،وهي واقعة تعنيف وحرق طفلة على يد عمتها، كما سُجلت واقعتان لمقتل أطفال على يد أباءهم في نهاية شهر أكتوبر ولم تتجاوز المدة الزمنية بين الجريمتين العشرة أيام، حيث أعلنت  مديرية أمن أجدابيا عن واقعة اعتداء أب على طفله البالغ من العمر أربع سنوات بالضرب ما أدى إلى وفاته.

وفي حادثة أخرى هزّت المجتمع الليبي، أقدم أب على قتل أبنائه السبعة في مدينة بنغازي قبل أن ينتحر.

WhatsApp
Telegram
Twitter
Facebook

مقالات متشابهة

فيديو “آخر ظهور” لصانعة المحتوى الليبية خنساء المجاهد.. ليس لها

لا صحة لوجود مقترح لتوحيد زي المعلمات في ليبيا

لا صحة لتداول فيديو يظهر النائبة الليبية ربيعة بوراس تسحب أموالاً

الصورة المتداولة لزفاف صانعة المحتوى الليبية مودة بوشناف مُزيفة