خلال الأيام الماضية، انتشر على منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما “تيك توك”، مقطع فيديو يُظهر ما قيل إنها مصانع في الصين تقوم بتصنيع حقائب يد تحمل شعار Hermès، ما أثار موجة من الجدل والشكوك حول أصالة الحقائب التي تباع في الأسواق، وأسهم في تغذية نظريات تشير إلى تواطؤ العلامات الفاخرة مع مصانع صينية لإنتاج نسخ بسعر زهيد وبيعها لاحقًا بأسعار باهظة.

الادعاء جاء ضمن موجة أوسع من محتوى TikTok الذي يُروّج لفكرة أن العلامات التجارية الفاخرة تعتمد على مصانع صينية في إنتاج سلعها الفاخرة بتكلفة لا تتجاوز 100 دولار، ثم تُباع للمستهلكين بأكثر من 30 ألف دولار. وقد قُدّم هذا المحتوى على شكل “فضح” لصناعة الموضة، ولاقى رواجًا بين المستخدمين الذين يعيدون نشره عبر تعليقات ساخرة وانتقادات للشركات الكبرى.
الاستغلال التجاري
بالتوازي مع تداول هذه المقاطع، استغل بعض أصحاب المتاجر الإلكترونية ومروجي المنتجات المقلّدة هذه الادعاءات في حملاتهم الترويجية، حيث لجأوا إلى استخدام صور من داخل مصانع صينية مجهولة الهوية، مع تعليق مثل “نفس المصنع الذي يصنّع لـ Hermès”، ما يوحي للمستهلك بأن شراء نسخة مقلّدة هو في الواقع “صفقة ذكية”، لأنها مصنوعة في نفس المكان ولكن بسعر أقل. يظهر في الصورة المرفقة نموذج لحملة تسويقية تستخدم هذا النوع من الإيحاءات.

ولكن الادعاء بأن Hermès تُصنّع حقائبها في الصين لا يستند إلى أي دليل موثوق، بل يتناقض مع المعطيات الرسمية التي توصل إليها فريقنا.
فموقع Hermès الرسمي يؤكد أن الحقائب تُصنع يدويًا بالكامل في فرنسا، في ورش مخصصة لهذه الغاية، ويعمل بها حرفيون تلقّوا تدريبًا متخصصًا لسنوات

إلى جانب ذلك تقرير قناة CBS في برنامج 60 Minutes وثق عملية التصنيع داخل مصانع Hermès في فرنسا، وأبرز المهارات الحرفية التي يتطلبها إنتاج حقيبة Birkin أو Kelly.

Inside the Hermès Workshop هو فيديو موثق يُظهر حرفيي Hermès داخل الورش الفرنسية، حيث يتم استخدام جلد فاخر وتقنيات تقليدية.
