هالة أبو شعالة-هي تتحقق
تداولت صفحات وحسابات على فيسبوك ادعاءً يزعم انتشار مرض قاتل بين الطلاب السودانيين في ليبيا، نُسب إلى وزارة التربية والتعليم الليبية.

وجاء النص المرفق مع أحد الادعاءات المتداولة التالي :
“#عاجل: مرض قاتل ينتشر بين الطلاب السودانيين في ليبيا

ويمكن ايجاد الادعاء هنا وهنا وهنا.
إلا أن هذا الادعاء زائف
المركز الوطني لمكافحة الأمراض ينفي
تواصل فريق هي تتحقق مع مدير إدارة الرصد بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض “أسامة غريبة”، الذي قال إن المركز يتابع الوضع الوبائي في ليبيا بشكل مستمر من خلال شبكة الرصد والتقصي الوبائي المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، مضيفًا أنه “حسب البيانات الواردة إلينا من فرق الرصد والاستجابة، لم يتم تسجيل أي حالة إصابة بأمراض قاتلة داخل ليبيا حتى الآن.”
وأوضح “غريبة” أن فرق المركز تتعامل مع أي بلاغ اشتباه بالأمراض المعدية فورًا وبحسب البروتوكولات الصحية المعتمدة، مشيرًا إلى أن الوضع الصحي العام مستقر، وأن الخبر المتداول عارٍ تمامًا عن الصحة.
كما نفى المركز الوطني لمكافحة الأمراض بشكلٍ قاطع ما تم تداوله على بعض صفحات التواصل الاجتماعي حول “إصابة عدد من الأطفال اللاجئين السودانيين المسجلين في المدارس الليبية بأمراض قاتلة.
ودعا المركز في ختام تصريحه لـــهي تتحقق جميع المواطنين ووسائل الإعلام إلى تحرّي الدقة والمصداقية، وعدم تداول الأخبار غير الموثوقة التي قد تُسبب الهلع أو تُسهم في نشر خطاب الكراهية والتمييز ضد اللاجئين، مؤكدًا أن الصفحة الرسمية للمركز الوطني لمكافحة الأمراض هي المصدر الوحيد الموثوق للحصول على المعلومات الدقيقة حول الوضع الوبائي في البلاد.
أوضاع اللاجئين السودانيين في ليبيا بالأرقام
أصدرت منظمة الإغاثة الدولية (IRC) في نوفمبر 2024 تقريراً حول أوضاع اللاجئين السودانيين في ليبيا كما أوضحت عدة رسائل من سفارة جمهورية السودان أنه يوجد مدارس سودانية خاصة داخل ليبيا.
وبلغ إجمالي عدد اللاجئين السودانيين في ليبيا نحو 121,940 شخصًا، بينهم 17,100 عائلة، موزعين على عدد من المدن الليبية الكبرى، وتأتي طرابلس في المرتبة الأولى بعدد يقارب 43,000 لاجئ، تليها الكفرة 40,000، ثم مصراتة 13,000، وسبها 10,000.
ويُقدّر أن أكثر من نصف هؤلاء اللاجئين من الأطفال، أي ما يعادل نحو 60,000 طفل سوداني، يعيشون مع أسرهم في ظروف إنسانية صعبة تتعلق بالسكن والتعليم والرعاية الصحية، ومن أبرز التحديات التي تواجههم وفقًا لتقرير سفارة جمهورية السودان في طرابلس-ليبيا:
- نقص المساكن والمساعدات المعيشية.
- ارتفاع تكاليف العلاج وضعف الاهتمام بالتطعيمات.
- صعوبة تنقلهم بين المدن الليبية.
- مشاكل في تعليم الأطفال، خصوصًا لمن فقدوا أوراقهم الثبوتية.
الرسم البياني التالي يوضح أهم العوائق اللي تمنع الأطفال السودانيين اللاجئين في ليبيا من الالتحاق بالمدارس

النسب تمثل الأسر التي ذكرت كل سبب كعائق لتعليم أطفالها:
- نقص الوثائق المطلوبة للتسجيل – 36%
- عدم توفر المال لتغطية المصاريف – 26%
- المدارس المحلية لم تقبل أطفالي – 19%
- المدرسة بعيدة جدًا – 8 %
- الطريق إلى المدرسة غير آمن – 3%
وأشار تقرير سفارة جمهورية السودان في طرابلس-ليبيا إلى أن عدداً من المنظمات الليبية والدولية، بقيادة منظمة اليونيسف (UNICEF)، ساهمت في تأسيس مدرسة سودانية جديدة في طرابلس، كما توجد مدارس سودانية أخرى في مدن مثل مصراتة، سبها، والكفرة، بعضها معتمد من السلطات السودانية والليبية، وتُدرّس إما المنهج السوداني أو المنهج الليبي، ما يتيح للأطفال اللاجئين فرصة الاندماج في العملية التعليمية بشكل منظم وآمن.
الوضع الصحي للأطفال السودانيين: تحديات منهجية دون تسجيل أمراض قاتلة
وتُشير التقارير المُستقاة من مصادر ميدانية، بما في ذلك تقييم اللجنة الدولية للإنقاذ (IRC) وتقرير سفارة السودان في ليبيا، إلى أن الوضع الصحي للأطفال السودانيين في ليبيا يتسم بتحديات منهجية، إلا أنه لا يوجد أي ذكر لانتشار أمراض معدية أو حالات تفشي لأمراض قاتلة بين الطلاب أو الأطفال بشكل خاص. وأبرز المشاكل المُوثقة تشمل:
-ارتفاع تكاليف العلاج، مما يحرم العديد من الأطفال من الرعاية الصحية الأساسية.
-ضعف الاهتمام بتلقيح الأطفال، مما يعرضهم لمخاطر أمراض يمكن الوقاية منها.
-انتشار سوء التغذية، حيث أشار 70% من المستجيبين إلى أن التغذية تمثل احتياجًا كبيراُ، وهو ما يؤثر سلبًا على الصحة العامة والنمو.
-عوائق في الوصول للخدمات الصحية، مثل بُعد المرافق وعدم توفر الوثائق.
ووفقًا لبيان صحفي صادر عن اليونيسف في سبتمبر 2023، فإن ما يقارب 19 مليون طفل سوداني خارج المدارس بسبب استمرار النزاع، وتوضح هذه الأرقام أن المعاناة الحقيقية للأطفال السودانيين تنبع من الظروف الاستثنائية في الداخل السوداني، وتؤكد أن الادعاءات حول أمراض قاتلة في ليبيا تفتقر إلى الأساس الواقعي ولا تتوافق مع تركيز التقارير الدولية التي تُعنى بوضع الأطفال السودانيين.