إيلاف شبش-هي تتحقق
تداولت صفحات وحسابات على موقع “فيسبوك” ادعاءات تزعم سحب الجنسية المصرية من الفنانة التونسية هند صبري، وترحيلها إلى بلدها الأصلي، فضلًا عن فصلها من نقابة المهن التمثيلية في مصر.
وجاءت هذه المزاعم عقب نشر صبري عبر خاصية “ستوري” على حسابها في “إنستغرام” إعلانًا عن دعمها لقافلة إنسانية انطلقت من تونس باتجاه قطاع غزة عبر الأراضي المصرية، تحت عنوان “قافلة الصمود”.
وقد أرفقت منشورها بمقطع يُظهر متضامنين في مطار أمستردام يهتفون لفلسطين، في طريقهم للانضمام إلى المسيرة العالمية نحو معبر رفح على الحدود المصرية مع غزة. مرفقا بنص يقول:
«الناس في مطار أمستردام يهتفون لفلسطين، وهم في طريقهم للانضمام إلى المسيرة العالمية لغزة، عند معبر رفح بمصر»
وقد دفع المنشور بعض المتابعين لاعتبار هذا الموقف مخالفاً للبيان الرسمي المصري الذي اشترط تقديم طلب رسمي مسبق عبر القنوات الدبلوماسية، والالتزام بالضوابط الأمنية والتنظيمية المعمول بها، بما في ذلك الحصول على التأشيرات والتصاريح المطلوبة.
وجاء في نص الادعاء المتداول حول سحب جنسية الفنانة التونسية المصرية:
عاجل
سحب الجنسية المصرية من الفنانة هند صبري ” وترحيلها إلى بلدها الأول تونس وفصلها من نقابة المهن التمثيلية..
إلا أن هذا الادعاء زائف
بعد مراجعة المصادر الرسمية المصرية لم يتمكن فريق هي تتحقق من إيجاد أي أدلة تدعم صحة هذا الادعاء ولم يصدر أي بيان رسمي من نقابة المهن التمثيلية أو من أي جهة حكومية مصرية.
وتخضع مسألة سحب الجنسية المصرية لقانون الجنسية رقم 26 لسنة 1975، والذي يحدد حالات وشروط إسقاط أو سحب الجنسية بوضوح. بموجب هذا القانون، لا يمكن سحب الجنسية المصرية بشكل تعسفي أو بناء على مجرد مطالبات فردية أو حملات على وسائل التواصل الاجتماعي. يتطلب سحب الجنسية المصرية توافر شروط محددة للغاية وإجراءات قانونية صارمة، تضمن حقوق المواطن وتحميها.
الحالات التي يجوز فيها سحب الجنسية المصرية، وفقا للقانون يظهر في الصورة التالية:
وتؤكد هذه الشروط أن سحب الجنسية ليس قرارا سهلاً أو عشوائيا، بل هو إجراء قانوني دقيق يتطلب إثباتا قاطعا لوجود إحدى الحالات المنصوص عليها في القانون. وفي حالة الفنانة هند صبري، لا تنطبق أي من هذه الشروط على موقفها الداعم لقافلة إنسانية، حيث أن دعم القضايا الإنسانية لا يندرج تحت أي من بنود سحب الجنسية المنصوص عليها قانونا.
مطالب بسحب الجنسية
وفي خضم الجدل الذي أثارته تصريحات هند صبري برزت بعض الأصوات التي طالبت صراحة بسحب الجنسية المصرية منها، ومن أبرز هذه الشخصيات كان الدكتور أشرف صبري، والد الفنانة ياسمين صبري، الذي كتب غير حسابه على فيسبوك مطالبا بترحيل هند صبري من مصر وسحب جنسيتها.
تضامن مع هند صبري
لكن من جهة أخرى تضامن عدد من الفنانين والفنانات والمخرجين والمخرجات المصريين مع الفنانة، وأكدوا أن دعمها لقضية إنسانية لا يتعارض مع مواطنتها أو احترامها لمصر.
من ضمنهم المخرج محمد العدل عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”:
“هند صبري ليست في موضع تقييم من حيث الانتماء، فهي تونسية مصرية وطنية بامتياز، ولا مجال للمزايدة عليها”.
من جانبه، نشر المخرج مجدي الهواري منشورًا أثار بدوره جدلًا واسعًا، قال فيه:
“لماذا تُربط كل أزمة أو حرب في المنطقة بهند صبري وكأنها الجاسوس عزام عزام؟”، في إشارة إلى التهويل المفرط في انتقاد مواقفها.
وأبدت الفنانة غادة إبراهيم دعمها الكامل لهند صبري، حيث قالت عبر صفحتها:
“حملة غريبة لا أفهم مصدرها. هند ممثلة موهوبة ومثقفة، متزوجة من مصري، وأولادها مصريون، وأصرت على الحصول على الجنسية المصرية حبًا في هذا البلد”.
بدوره، أشار المخرج يسري نصر الله إلى أن هند صبري من أكثر الفنانات صدقًا وإخلاصًا في عملها، وكتب:
“حبها لمصر والمصريين لا يمكن التشكيك فيه. إن مناخ ترهيب أصحاب الرأي المختلف هو الإساءة الحقيقية لمصر”.
وكانت الفنانة التونسية هند صبري تزوجت من رجل الأعمال المصري أحمد الشريف عام 2008 وحصلت على الجنسية المصرية في مارس 2015.
حيث يمنح القانون المصري الزوجة غير المصرية المتزوجة من مصري الحق في اكتساب الجنسية المصرية مع احتفاظها بجنسيتها الأصلية، ولذلك تحمل هند صبري الجنسيتين المصرية والتونسية (جنسيتها الأصلية).
